قلتها مرة في قصة : الحياة مراحل و حياتنا تتوقف عندما نصدق هذه المرحلة أو تلك …
مرحلة السياسة ، الدين ، الجنس ، اللهو ، المخاطرة …..
توقف الحياة هنا لا يعني الموت العضوي ( صمت القلب ) بل يعني موت المعنى ( معنى الإنسان ) أو لماذا هو موجود … طبعاً لدى الكثيرين منا أجوبة على هذا السؤال : و لكنها أجوبة تدل على المرحلة التي توقف عندها ، و على هذا السؤال تتوقف فلسفة أي منا في الحياة فهو يرتب حياته بالمجمل بناء على جوابه: لماذا هو موجود … و من غير المعقول أن يرتب حياته بعكس هدفه … و هذه ليست حالة الأفراد فقط بل يترتب كذلك على هذا الجواب سير المجتمعات و الأنظمة و الأحزاب و الطوائف ….الخ
المسألة التي ترفد هذا الترتيب هي وجود أفراد كانت الحياة بالنسبة لهم : دون مشروع ! مما يعني سهولة اندماجهم و تصديقهم لمراحل غيرهم
أما غيرهم ، فلأجل المرحلة التي ( صدقوها أو أظهروا تصديقها ) فلن يوفروا جهدا لاستقطاب هؤلاء الأفراد … تتنوع الأدوات ، يكثر التمويل من جهات ( مخلصة للمرحلة أو تُظهر إخلاصها )
المسألة التي ترفد ( الإشكالية هنا ) هي أننا كمجتمع مفطورون على الانقسام أو هكذا يبدو لأول وهلة … و أننا نعامل بعضنا على أساس القوالب المسبقة ، طائفة حزب ، عائلة عشيرة …. الخ
كل هذه المقدمة : تأتي للقول إن الانترنت هو أحد الأدوات المستخدمة لهذه المراحل و أن أصحاب النظرة الواسعة هم بأدوات قليلة و أن أصحاب المراحل هم بأدوات كبيرة و مدعومة من أنظمة و دول و …. و هي ( أي الانترنت ) إحدى الآليات المبهرة و ربما لازالت بالنسبة للبعض خاصة ممن لم يتعامل معها ! كسبت مصداقية أكثر من وسائل الإعلام ( ربما لأن وسائل الإعلام قد بان أو ظهر تسييسها ) و أن الانترنت لم يظهر ذلك فيأخذ من يأخذ المعلومة من الموقع على أساس أنه ( منشور في الانترنت ) و قد لا يعرف الكثير من الناس و خاصة ممن لم يتعامل مع الانترنت أنها ( أقل رقابياً أو دون رقابة !! )
المنتديات الدينية هي إحدى هذه المواقع : لا نعرف من يمولها و من يدفع لها و من أين تأخذ ساستها و سياستها …
الإشكالية هنا في أننا نعرف عن بعضنا من هذه المواقع و نحن نعيش مع بعضنا بمعنى أننا لا نقيم وزناً ( للحياة الواحدة ) ..
أما لماذا المنتديات الدينية و لماذا لم أتحدث عن اللادينية أو عن السياسية أو ….
فهذا لأمرين :
الأول هو أن الدين يقع في واحة العواطف أكثر مما ينزاح إلى صحراء الفكر
و أن حساسيته تكمن في التكفير و تحليل الدم و العرض و الأرض ، في زمن أصبحت الفتاوى فيه لا تحتاج إلا للشبهة
و الثاني : أن المتغير لا يمكن أن يخضع للثابت
ملاحظة خارج السياق : لا تخلو هذه المنتديات من محاولة البعض الحصول على أهداف دنيئة و غير إنسانية متناسين أن دعوة الدين كانت و لا زالت هي للأخلاق أولاً